الاثنين، ٢٢ يونيو ٢٠٠٩

حوار العدل والرحمة


هَذِهِ مَوَالِيدُ نُوحٍ: كَانَ نُوحٌ رَجُلاً بَارّاً كَامِلاً فِي أَجْيَالِهِ. وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ. 10وَوَلَدَ نُوحٌ ثَلاَثَةَ بَنِينَ: سَاماً وَحَاماً وَيَافَثَ. 11وَفَسَدَتِ الأَرْضُ أَمَامَ اللهِ وَامْتَلَأَتِ الأَرْضُ ظُلْماً. 12وَرَأَى اللهُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى الأَرْضِ. فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلَأَتْ ظُلْماً مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ. 14اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكاً مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ. 15وَهَكَذَا تَصْنَعُهُ: ثَلاَثَ مِئَةِ ذِرَاعٍ يَكُونُ طُولُ الْفُلْكِ وَخَمْسِينَ ذِرَاعاً عَرْضُهُ وَثَلاَثِينَ ذِرَاعاً ارْتِفَاعُهُ. 16وَتَصْنَعُ كَوّاً لِلْفُلْكِ وَتُكَمِّلُهُ إِلَى حَدِّ ذِرَاعٍ مِنْ فَوْقُ. وَتَضَعُ بَابَ الْفُلْكِ فِي جَانِبِهِ. مَسَاكِنَ سُفْلِيَّةً وَمُتَوَسِّطَةً وَعُلْوِيَّةً تَجْعَلُهُ. 17فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لِأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ. 18وَلَكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. 19وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ اثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لِاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَراً وَأُنْثَى. 20مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا وَمِنَ الْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا وَمِنْ كُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهِ. اثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لِاسْتِبْقَائِهَا. 21وَأَنْتَ فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ وَاجْمَعْهُ عِنْدَكَ فَيَكُونَ لَكَ وَلَهَا طَعَاماً». 22فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ اللهُ. هَكَذَا فَعَلَ.

• يستمر حوار العدل و الرحمة. عدل الله يقول: : «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي» ورحمته تقول « اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكاً » الفُلك هنا رمز لخلاص الله للبشر الذين يطلبونه ويستجيبون لنداء محبته. تدبير الخلاص يستمر من بداية الكتاب المقدس إلى نهايته. الله يطرد آدم وحواء من الجنة وفي نفس الوقت يصنع لهما أقمصة من جلد لتغطية عريهما، طوفان نوح الذي يهلك وأيضاً فلك نوح الذي ينجي من يؤمن ويثق ويحتمي به. ثم بعد ذلك تأتي الأضحية (ذبيحة الفصح عند الخروج من أرض مصر) ثم نظام الذبائح الذي يشير إلى اكتمال تدبير الخلاص بالذبيح الأعظم الذي من يؤمن به ينجو كما نجا من دخلوا فلك نوح.
• أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ. الله هو إله العهد. الله يصنع عهداً مع الإنسان. الله الخالق غير المحدود يصنع عهداً مع الإنسان المخلوق المحدود. العهد دائماً ما يُقام بين اثنين متساويين، أما محبة الله ونعمته فترفع من الإنسان وتدخله مع الله في عهد. في هذا العهد الله يفعل كل شيء وليس على الإنسان إلا أن يقبل ويؤمن بعمل الله التكفيري. من يقبل ويطيع يعيش بركات ومواعيد العهد مع الله ويرتفع ليتمتع بعلاقة مع الله إلى الأبد.
 
google-site-verification: google582808c9311acaa3.html